هل يعزز الحليب الصناعي من نوم الطفل؟
لا شك بأنّ الحليب الصناعي خيار رائع وصحي عند عدم القدرة أو عدم الرغبة في الرضاعة الطبيعية، ومع ذلك، هناك بعض المعلومات المغلوطة حول الحليب الصناعي وعلاقته بالنوم، مثل ما يلي:
"الحليب الصناعي مغذي أكثر من الحليب الطبيعي"
الحليب الصناعي هو صيغة معدلة من الحليب الطبيعي، وهو مصنوع من مكونات مشابهة لتلك الموجودة في حليب الأم، لكنه بكل بساطة لا يحتوي على التنوع الغذائي الذي تنتجه الأم في حليبها، مثل الأجسام المضادة التي يمكنها محاربة نزلات البرد على سبيل المثال، أو الهرمونات المفيدة التي تدعم النوم وتعزز منه. (Victoria et al, 2016)
"الحليب الصناعي أثقل على المعدة"
هناك سلسلة من الأفكار مفادها أن الحليب الصناعي يكون أثقل على المعدة ويصعب هضمه، مما يجعل الأطفال ينامون لفترات أطول، وهذا ينطبق على تركيبات الحليب الصناعي التقليدية والتي تحتوي على الكثير من الكازين الذي يستغرق وقتاً أطول حتى يهضمه الطفل (Lonnerdal, 2014; Lien, 2003)، لكن النقطة المهمة هنا أنّ تركيبات الحليب الصناعي تختلف عن بعضها، لذلك فإنّ هذه القاعدة ليست دائماً صحيحة.
يمكن تلخيص ما سبق بالقول أنّ الحليب الصناعي ليس حلاً مضموناً لتحسين نوم طفلك، فنوع الحليب (الحليب الصناعي أو حليب الأم) ليس تأثيره كبيراً على نوم الطفل بقدر السلوكيات والعادات التي يتم تطبيقها من قبل الوالدين. لتعزيز نوم طفلك، ركزي على إنشاء روتين نوم صحي ومثالي بدلاً من استبدال الرضاعة الطبيعية بالرضاعة الصناعية.
- دراسات النوم: تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي لا ينامون لفترة أطول أو يكون نومهم أقل تقطعاً من الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية.
- الرضاعة الليلية: تشير معظم الدراسات إلى أن أمهات الأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على الحليب الصناعي يشعرن براحة أكبر، لكن ذلك لا يؤدي إلى تحسن فعلي في مدة نوم الطفل.
هل من الخطأ إرضاع الطفل لكي ينام؟
إنّ إرضاع الطفل لكي ينام طريقة مستخدمة منذ آلاف السنين، وهي طريقة طبيعية وشائعة لدعم نوم الطفل، وفيما يلي بعض الأمور التي تتعلق بذلك:
فوائد الرضاعة الطبيعية للنوم
تأثير مهدئ
الرضاعة الطبيعية مهدئة بطبيعتها للأطفال، حيث يعمل الدفء والرائحة ونبضات قلب الأم على خلق بيئة مهدئة تساعد الأطفال على الاسترخاء والنوم.
الفوائد الغذائية
- التغذية المثالية: يعمل حليب الأم على تلبية الاحتياجات الغذائية للطفل، وتوفير التوازن المثالي بين الدهون والبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات، وهذا يضمن تغذية الطفل بشكل جيد وشعوره بالشبع قبل النوم.
- سهولة الهضم: يمكن أن يكون حليب الأم أسهل للهضم من الحليب الصناعي، مما يقلل من احتمالية حدوث عسر الهضم الذي قد يؤثر على النوم.
الهرمونات المعززة للنوم
التربتوفان
يحتوي حليب الأم على التربتوفان، وهو حمض أميني يعد مقدمة للميلاتونين، الهرمون الذي ينظم النوم. يمكن أن تساعد المستويات الأعلى من التربتوفان في حليب الأم أثناء الليل على تطوير دورة نوم واستيقاظ صحية.
الميلاتونين
يساعد وجود الميلاتونين في حليب الأم على إرسال إشارة للطفل بأن الوقت قد حان للنوم، مما يعزز إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية.
مستويات أقل من التوتر
إفراز الأوكسيتوسين
تفرز الرضاعة الطبيعية الأوكسيتوسين (هرمون الحب)، الذي يساعد كل من الأم والطفل على الشعور بالاسترخاء والرضا.
زيادة القدرة على الاستيقاظ من النوم
يميل الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية إلى أن تكون لديهم قدرة أفضل على الاستيقاظ من النوم، وهو ما يُعتقد أنه يحمي من متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS). يمكن أن يؤدي الاستيقاظ المتكرر ودورات النوم الأخف المرتبطة بالرضاعة الطبيعية إلى تقليل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
في أي عمر يجب أن أتوقف عن إرضاع طفلي لكي ينام؟
لا يوجد عمر معين أو قاعدة محددة للتوقف عن إرضاع الطفل لكي ينام. يمكنكِ الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى مرحلة الطفولة المبكرة إذا كانت الطريقة فعالة وعملية ومريحة لك ولطفلك، فإذا كان طفلك ينام بسعادة مع الرضاعة فليس هناك سبب يدعوكِ للتوقف.
إليك بعض الأسباب التي قد تجعلك تتوقفين عن إرضاع طفلك لكي ينام بشكل مؤقت أو دائم:
- الشعور بالإرهاق نتيجة الرضاعة والحاجة إلى أخذ استراحة.
- إذا كانت هناك مخاوف طبية مثل استخدام أنواع معينة من الأدوية أو في حالة المرض أو عند وجود مشاكل نفسية.
- إذا أصبح الأمر غير مناسب لعائلتك لأي سبب كان.
- إذا أصبحت هذه العادة تسبب مشاكل النوم لدى طفلك.
هل يستطيع الأطفال النوم أثناء الرضاعة الطبيعية؟
يمكن للأطفال أن يناموا بالفعل أثناء الرضاعة وحتى القيام بحركات مص متقطعة أثناء نومهم، حيث يوفر هذا الشعور بالهدوء والراحة والأمان لدى الأطفال، خصوصاً للأطفال الذي تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر في ما يسمى بالثلث الرابع. لا توجد مشكلة في نوم الطفل على الثدي طالما أنك تشعرين بالراحة والأمان عند القيام بذلك.
تميل الأمهات المرضعات إلى الحصول على مزيد من النوم بشكل عام، ويرجع ذلك جزئياً إلى راحة الرضاعة الطبيعية، والتي يمكن القيام بها أثناء الاستلقاء وغالباً ما تتطلب تحضيراً وتنظيفاً أقل من الرضاعة الصناعية. تشير الأبحاث إلى أن الأمهات اللاتي ينمن أثناء الرضاعة الطبيعية (مشاركة السرير والرضاعة الطبيعية) يتمتعن بجودة وكمية نوم أعلى (Quillin and Glenn, 2004).
الرضاعة والنوم من المواضيع الدقيقة، لذلك ننصحكِ باستشارة طبيب مختص لضمان أفضل الممارسات الصحية لك ولطفلك.